انطلاقاً من التفكر ..
انطلاقاً من التأمل ... تتفتح العقول
.....................................نستكشف المجهول ..
و رب تأمل لحظة .. يغير حياة إنسان
و رب تأمل آية .. ينقذ من عذاب النيران
بإذن من الله
و بالفعل ! نرى بفضل الله سيدة تهتدي انطلاقا من آية ..
و تغير مذهبها من مذهب الإثنى عشرية إلى مذهب أهل السنة و الجماعة
ترى .. أي الآيات تلك ؟
أي الآيات تلك التي أخرجت هذه السيدة من الضلال و قادتها إلى النور من بين الآيات العظام؟
تلك الآية كانت
(هنا تلاوة لآيتنا)
فمن هنا نبحر و نتعمق فيما ما جاء في هذه الآية من الحق
في موضوعنا الجديد ضمن سلسلة "مع آية" ..
بدايةً : نقتبس من "تفسير ابن كثير" تفسير آيتنا
لنعي معانيها و نفهم ما جاء بها
(التصميم الموجود هنا فيه التفسير )
و أيضا فلنأخذ قبسة من تفسير الطبري:
(التصميم الموجود هنا فيه التفسير )
بعدما اقتربنا أكثر من آيتنا
و عرفنا تفسيرها و معانيها ..
دعونا نعود إلى قصة السيدة التي اهتدت انطلاقاً من هذه الآية ..
لقد غيرَت مذهبها من مذهب الرافضة إلى مذهب أهل السنة و الجماعة ! يالهذا الفضل المبين العظيم منك يا الله !
إلهي .. قد وهبت لنا العقل و القدرة على التفكر و التأمل
و باستخدامنا لما وهبتنا إياه .. نهتدي و نعود إلى الصراط المستقيم
ما أرحمك يا الله ! و ما أعظم فضلك !
،،
لكن .. هل تعرف من هم الرافضة؟
في تعريف الرافضة للدكتور علي السالوس:
الرافضة هم الاثنا عشرية،
وهم شيعة إيران، والعراق، ولبنان، ودول الخليج،
كما أنهم ينتشرون في كثير من بلاد العالم
و هم يعتقدون أن الوصي بعد النبي هو علي بن أبي طالب،
وأن أبا بكر اغتصب هذا المنصب، ولذلك فهم يكفرونه ويكفرون من بايعه،
بل يرون أن الصحابة ارتدوا بعد وفاة النبي ولم يبق على الإيمان إلا عدد لا يزيد على أربعة
[المصدر]
،،
. . اللهم إني أعوذ بك من الضلال . .
أعوذ بك من أن أضِل أو اُضَل
:
الحمد لله أن جعلنا على مذهب أهل السنة و الجماعة
الذين لم يذهبوا مع أهل الإتراف في إترافهم، ولا مع أهل البدع في بدعهم، وصبروا على سنتهم حتى لقوا ربهم
كما قال حسن البصري
،،
إن ما في أقوال الرافضة لضلال
ولا أرى في نهاية طريقهم إلا الهلاك
كيف لا و أنا أرى أقوالهم و محاولتهم لأن يطفئوا أنوار رجل جليل
أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-
و هل يظن الرافضي أنه سيفوز بمحاربته صحابي جليل من صحابة الرسول -صلى الله عليه و سلم-
الصحابة الذين من الله عليهم و رفع قدرهم
؟
في هذا الصدد .. دعونا نرى قول الدكتور علي السالوس
في ثناء القرآن الكريم على الصحابة:
قال تعالى في سورة الفتح :
﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّـهُ عَنِ المُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا﴾
[الفتح]
،
وقال في سورة [الفتح] أيضًا :
﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّـهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّـهِ وَرِضْوَانًا
سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ
فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الكُفَّارَ
وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾
[الفتح]
،
وقال في سورة [الحشر] :
﴿للفُقَرَاءِ المُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّـهِ وَرِضْوَانًا
وَيَنْصُرُونَ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا
وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ
وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾
[الحشر]
هذا بعض ما جاء في القرآن الكريم في الثناء على صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
وبتدبر هذه الآيات نجد ما يأتي:
رضا الله عز وجل عن جميع المسلمين الذين شاركوا في بيعة الرضوان تحت الشجرة، ومن يقل إن الله غضب عليهم بعد ذلك فقد أعظم الفرية؛ حيث إنه سبحانه وتعالى لم يخبر بهذا
الصحابة متعاطفون متراحمون فيما بينهم، وهم أقوياء أشداء،
مما يغيظ الكفار
الثناء العظيم من الله عز وجل على المهاجرين والأنصار
قال القرطبي في تفسيره
روى أبو عروة الزبيري من ولد الزبير
كنا عند مالك بن أنس، فذكروا رجلاً ينتقص أصحاب رسول الله ، فقرأ مالك هذه الآية
﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّـهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ حتى بلغ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الكُفَّارَ﴾
فقال مالك من أصبح من الناس في قلبه غيظ على أحد من أصحاب رسول الله فقد أصابته هذه الآية
ثم قال القرطبي
قُلْتُ لقد أحسن مالك في مقالته وأصاب في تأويله ؛ فمن نقص واحدًا منهم أو طعن عليه في روايته فقد رد على الله رب العالمين، وأبطل شرائع المسلمين قال الله تعالى : (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّـهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ) وقال : (لَقَدْ رَضِيَ اللَّـهُ عَنِ المُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ)
إلى غير ذلك من الآي التي تضمنت الثناء عليهم، والشهادة لهم إلخ
مع علمه تبارك وتعالى بحالهم ومآل أمرهم
،،
وقال ابن كثير في تفسير سورة الفتح
﴿فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ﴾ أي
فكذلك أصحاب رسول الله ، آزروه وأيدوه ونصروه، فهم معه كالشطء مع الزرع
﴿لِيَغِيظَ بِهِمُ الكُفَّارَ﴾
ومن هذه الآية انتزع الإمام رحمة الله عليه في رواية عنه بتكفير الروافض
الذين يبغضون الصحابة رضي الله عنهم قال لأنهم يغيظونهم،
ومن غاظه الصحابة رضي الله عنهم فهو كافر لهذه الآية، و وافقه طائفة من العلماء اهـ
،،
ومثل تفسير ابن كثير نجده في تفسير روح المعاني، وتفسير البحر المحيط
الدعاء في الآية العاشرة من سورة الحشر يبين طبيعة المؤمنين ؛
فلا يكتفون بالدعاء لأنفسهم، بل يدعون لمن سبقهم بالإيمان كالصحابة والتابعين
،،
وقال ابن عطية في المحرر الوجيز ولهذه الآية قال مالك وغيره
إنه من كان له في أحد من الصحابة قول سوء أو بغض فلا حظ له في الغنيمة أدبًا له
،،
وجاء بعض العارفين إلى علي بن الحسين رضي الله عنهما فسبوا أبا بكر وعمر وعثمان، رضي الله عنهما،
فقال لهم أمن المهاجرين الأولين أنتم؟ قالوا لا
قال أفمن الذين تبوءوا الدار والإيمان أنتم؟ قالوا لا
قال فقد تبرأتم من هذين الفريقين، وأنا أشهد أنكم لستم من الذين قال الله تعالى فيهم ﴿وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ﴾
فقوموا، فعل الله تعالى بكم وفعل
،،
وقال ابن كثير وما أحسن ما استنبط الإمام مالك رحمه الله من هذه الآية الكريمة
أن الرافضي الذي يسب الصحابة ليس له في مال الفيء نصيب
لعدم اتصافه بما مدح الله به هؤلاء في قولهم ﴿رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا﴾
المصدر:http://www.alsalafway.com/cms/topic....=topic&id=1356
(*)نستعرض الاية وجوانبها والاختلافات البينة بين الحق والباطل
عندما أراد الرافضي أن يبرهن على أقواله انقلبت ضده
و عندما أراد أن يظهر الباطل حقا ؛ بدا و كأنه يقول هذا هو الباطل و هذا هو الحق
نرى هذا عن طريق أسئلة يسألها الرافضي و يجيب عليها الشيخ حامد العلي:
يقول الرافضي :
يقول تعالى{إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}
(40) سورة التوبة
الأسئلة
1/ الآية تقول ألا تنصروه ، تنفي الآية إن يكون هناك أحد نصر رسول الله ، مع أن أبو بكر خرج معه إلى الغار ولكن القرآن لا يسمي ذلك نصراً أبدا بل ويؤكد أن ذلك لم يكن نصرا بقوله إلا تنصروه .
2/ الآية تقول إذ أخرجه الذين كفروا ، القرآن يصرح أن الذين كفروا لم يخرجوا أبو بكر ولكن أخرجوا الرسول فقط والقرآن لم يقل أخرجهما بل قال أخرجه ، وهذا يعني إن أبو بكر لم يكن مطاردا من قبل كفار مكة ولا يمثل على كفار مكة خطراً أبدا وأمره لا يهم لذلك لم يخرجوه ، وأن أبو بكر هو الذي تبع النبي ولم يتلقى من النبي دعوه بذلك .
3/ الآية تقول إذ يقول لصاحبه ، وهذا لفظ صاحبه ، يشبه تماما ذلك الفظ الذي آتي على لسان النبي يوسف وهو يقول يا صاحبي السجن ، يطلق على اثنين من الموجودين معه في السجن ب يا صاحبي مع إنهما كافرين ، وهذا يعني أن لفظ لصاحبه في الآية يخص وجود أبو بكر مع الرسول في الغار فقط وذلك لوجوده في الغار . ولا تعني تمجيده وتقديسه .
4/ تقول الآية لا تحزن ، هل إن حزن أبو بكر فيه لله رضى أم لا ، إن قلت فيه لله رضى قلت لك كيف ينهي الله عن شيء فيه لله رضا .
5/ الآية تقول إن الله معنا ، أراد الرسول أن يهدي من فزع وخوف أبو بكر وذكره إن الله موجود ومعنى معنا أن الله يرى وينظر لما يحدث ، ولا تعني الآية إن الله مع أبو بكر إذا شمل قول الرسول نفسه وأبو بكر لا بعد قول الرسول يجيب الله سبحانه عن هذا التساؤل ويقول فأنزل الله سكينته عليه ، انظر إلى الآية وهي تقول عليه أي على الرسول فقط وأخرجت أبو بكر ولم تشمله ولم تنزل عليه السكينة ، وإياك أن تقولي إن السكينة نزلت على أبو بكر كما في بعض تفاسير السنة بل نزلت على الرسول والدليل على ان السكينة في هذه الآية نزلت على الرسول هو سياق الآية في قوله وأيده بجنود لم تروها وهذا التأيد أشارة الى بداية الآية وهي تقول ألا تنصروه فهنا تكون السكينة نازله على الرسول بالدليل الذي ذكرناه .
6/ تقول الآية وأيده ، الآية مرة أخرى تخرج أبو بكر من الخير من التأييد ولم تشمله بذلك بل نزل التأييد على الرسول فقط مع إن أبو بكر كان معه ولكن لم يؤيده القرآن .
ويتضح لك إن القران لم يهتم في أبو بكر إذ كان مع النبي ولم يناله أي خير وهذا يؤكد انه ليس هو الخليفة المطلوب للأمة بعد الرسول ولو كان كذلك لشمله الخير الذي نزل على الرسول وكان أبو بكر معه وبجنبه ولكن لم يحصل على شيء من الخير .
أجوبة الشيخ حامد العلي:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد :
معنى ( إلاّ تَنْصُرُوُه ) .أيْ: إن تركتم نصره ، فالله تعالى ينصره ، كما نصره في موطن القلّة ، عندما كان في في الغار ومعه الصدّيق ، رضي الله عنه وأرضاه ، فكانوا اثنين فقط ، ومع ذلك نصره الله تعالى ، هذا هو المعنى ، وليس فيـه نفي النصرة ، فقد قال تعالى ( هُوَ الّذٍي أيّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالمُؤْمِنينْ ) ، فقد أثبت أن الله تعالى أيّـده بالمؤمنين أنصارا .
ثم يقال أيضا : أيُّ نُصرةٍ أعظم من أنْ يصاحبه الصديق في وقت المحنة ، والغربة ، والطلب من أعداءه لقتله، وفي زمن الخوف والشدة ؟!
ومعلوم عند العقلاء جميعا ، أنّ الإنسان لو كان مطلوبا ليُقتل فأراد أن يتخفّى ، فمن يقارنه في ذلك الوقت هو أعظم الناس نصرةً له وأشدّهم محبة له ، وهذا ظاهر لايخفى على عاقــل.
وقوله : ( إذْ أَخْرَجَه الّذِينَ كَفَرُوا ) .وقـد ذكر الضمير عائداً إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقـط ، لأنّ قصد الكفار بالأصل إخراج النبي صلى الله عليه وسلم ،لأنـّه قائد الدعوة ،
وأما أصحابُه ، فقد فكان الكـفّار يعذّبون الضعيف منهم ، ويكفّون عـن القوي الذي له منعه في قومه ، ولأنّ إخراج الصديق لايُوقف الدعوة ، بخلاف إخراج النبيّ صلى الله عليه وسلم فإنّهم ظنّوا إنّ بإخراجه تتوقف دعوته ، لهذا قال ( إِذْ أَخْرَجَه).
فذكر الله تعالى إخراج النبي صلى الله عليه وسلم فقـط ، وفي ذلك أيضا منقبة للصديق ، فإنّه ـ رضي الله عنه ـ لم يُخرج ، ولم يُطرد ، ولكنه مع ذلك أخرج نفسه وآثر الهجرة وتعريض النفس للخطر نصرةً للنبي صلى الله عليه وسلم .
أمّا زعمه أن الصديق تبعه من غير رغبة من النبي صلى الله عليه وسم ، فهذا ـ مع أنه خلاف الصواب بل النبي صلى الله عليه وسلم اختاره استجابةً لرغبة الصديق كما ثبت في الصحيح ـ لكنْ مع ذلك ، ما زعمه هذا الرافضي حجة عليه ، فهـو دليلٌ على فضل الصديق رضي الله عنه ، فإنـّه تبع النبي صلى الله عليه وسلم في حال الخوف والغربة ، وآثر أن يكون معه ،فيعرض نفسه للخطر ،وهـو يعلم أن النبيّ صلى الله عليه وسلم هو هـدف الكفار ،وأنه غاية مقصدهـم بالشر والسوء .
أما الفرق بين قوله تعالى ( ياصاحبي السجن ) وقوله ( صاحبه ) فواضح جدا ، فإن يوسف عليه السلام أضافهما إلى السجن، ولم يضفهما إلى نفسه ، قال : يا من هما في السجن حتى صار السجن كأنه صاحبهما .
أما الصديق فقد أضافه الله تعالى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقـال ( لصاحبه ) ولم يقل ( لصاحب الغار ).
وشتان بين الأمرين .
أما ما ذكره الرافضي من الحزن ،فهـو دليل على فضل الصديق ،فإنه حزن خوفا على النبي صلى الله عليه وسلم ،
وأما نهي النبي صلى الله عليه وسلم له عن الحزن ، فالنبي صلى الله عليه وسلم لم ينهه عن الحزن الذي كان دافعه الخوف على صاحب الدعوة ، ولكنّه أخبره بالبشارة التي تذهب الحزن فقال ( إنّ الله معنا ) .
أيْ : إن العاقبة ستكون لنا فسيزول حزنـك فلا تحزن.
وذلك مثل قوله تعالى (وَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) ، ومعلومٌ أن حزن المؤمن بأقوال الكفار الكفريّة ، وإشراكهم ، وصدّهم عن الدين ، أنّه مشروع ، لكنّ الله تعالى يطمئن نبيه صلى الله عليه وسلم أنّ الله تعالى الذي له العزّة جميعــا ، سينصرك ، ويجعل العاقبة لك. وذلك كما يقول القائد لجنده الخائفين عليه ، لاتحزنوا سيأتينا المدد ، ونحو ذلك .
وقول الرافضي ( أراد أن يهدّئ من خوف وفزع أبا بكر ) فيه حجّة عليه ، فيقال : فلماذا هو ـ أي الصديق ـ خائف على النبي صلى الله عليه وسلم ، إلاّ لأنه مؤمن برسالته ، ثم لماذا عرض نفسه للخوف أصلا باتباع النبي صلى الله عليه وسلم في موطن الخوف والطلب من أعدائه ، إذا لم يكن يؤمن برسالته ؟!
ففي هذا دليل واضح على إتباعه للنبي صلى الله عليه وسلم ، وحبّـه له ، وتضحيته من أجله ، خلافا لم تزعمه الرافضة .
وأيضا فظاهـر الآية أن قوله تعالى ( معنا ) أي معية النصرة ، لأن المقام مقام يستدعي النصرة ، وليس مجرد العلم والإحاطة والسمع والبصر .
وانظر إلى تناقض الرافضي في قوله إن النبي صلى الله عليه سلم أراد أن يهدّىء من خوف الصديق ، فقال له إنّ الله معنا ، ثم زعمـه أنها ليست معيّة النصرة ،وإنما السمع والبصر فحسب ، فلماذا إذن يقول له ( إنّ الله معنا ) وما فائدتها سوى أنها تدل على أن الله تعالى ناصرنــا ؟!!
والآية واضحة على أن المعيّة الإلهية شملت النبي صلى الله عليه وسلم والصديــق ،وصرفها عن هذا الظاهر تحكّم ومغالطة !
أمّا قوله ( فأنزل الله سكينته عليه ) فقد ذكر بعض المفسّرين ، أنّه الصديق ، قالوا : لأنّه هو الذي احتاجها ، أمّا النبي صلى الله عليه وسلم فلم تزل عليه السكينة ، ثم إنّه لم يكن خائفا فلم يحتج السكينة أصلا.
والأشهر أن الضمير عائد على النبي صلى الله عليه وسلم ، والسبب في قصر عود الضميـر عليه ، لأنّه القائد ،فإذا نزلت عليه السكينة في أوقات الشدّة ،انعكست على أتباعه ، ومعلومٌ أن الأتباع يثبتون بثبات قائدهم.
وتأمّل أن النبي صلى الله عليه وسلم طمأن أعظم أتباعه ـ وهو الصديق ـ أن الله معنا فهدأ من روعه ، ثم أنزل الله السكينة على النبي صلى الله عليه وسلم فظهر من حاله السكون التام ، فألقى ذلك على أعظم أتباعه مثل سكونه ، وفي هذا فائدة وهي التنويه بخطورة أثر القيادة على الأتباع .
أما ذكر التأييد بالجنود لقائد الدعوة ، فلأنـّه هو كان هـدف الكفار ، وهـو مقصدهم بالقتل في الدرجة الأولى ، ولانّ تأييده بالجنود ، ينتفع بـه الأتباع تبعا .وذلك مثل قوله تعالى عن نوح ( وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ) فقد نصره ونصره أتباعه ، ولكنْ ذكر نصره فقط ، لأنّه يشمل أتباعــه تبعا لـه .
ولأنّ سياق هذه الآيات من سورة التوبة ، من أوّلهـا ، في بيان أنّ محمدا صلى الله عليه وسلم منصورٌ لامحالة ، فحتّى لو ترك الناس كلّهم نصره ، فإنّ الله تعالى ينصر رسوله ويؤيده بالجنود ، فلهذا اقتصر الضميـر عليه .
أما آخر ما قاله الرافضي وزعمه ، أنّ القرآن لم ينوّه بالصديق في هذه القصة ، فكذبٌ واضح وظاهر ، فالآيات ذكرت الصديق في عدة مواضع : ـ
ثاني اثنين
إذ هما في الغار
يقول لصاحبه
لا تحزن
إن الله معنا
وقد ذكره الله تعالى خمس مرات في سياق قصيـر ، وهذا من أعظم التنويه بفضله .
فذكره مرة في بيان أنّه كان رضي الله عنه ، مع النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكــن سواه معه في قوله ( ثاني اثنين ) ، أي كانا اثنين لم يكن معهما ثالث ، وهذا أقل ما يكون من العدد بعد الواحد ، ومع ذلك نصره الله تعالى، وفي ذلك بيان واضح على أنّه لو لم يكـن معه سوى واحد من الناس ينصره ، فسيكون الصديق وحده ، ولهذا أقامه الله تعالى بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم ، في أعظم مقام فوقف وحده ناصراً للرسالة حتى جمع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على حرب المرتدين ، ثم أطفأ أعظم فتنة حدثت في الإسلام بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم .
والثانية : في بيان أنّه كان معه في الغـار حيث الشدّة ، والخوف ، والموقف العصيـب ، لبيان منزلة الصديق ، وأنّ الله اختاره دون سواه لذلك المكان في ذلك الحدث التاريخي دون غيره .
والثالثة : أنه سماه : صاحب النبي صلى الله عليه وسلم ، فقــال ( لصاحبه ) ولم يقال صاحب الغار كما بيّنـا .
والرابعـة : أن الله تعالى جعل الذي يطمئن الصديق هو النبي صلى الله عليه وسلم نفسه في قوله ( لاتحزن ) .
الخامسة: ذكره أن الله تعالى معهما أي مع النبي صلى الله عليه وسلم والصديـق بالنصرة والتأييد.
وبهذا يتبيّن أنّ المغالطات التي أرادها الرافضي في غاية السخف والضعف ، وأنها انقلبت عليه ،
وقد فهم الصحابة حكمة اختيار الله تعالى الصديق لصحبة النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك الموقف ،
وأنّ ذلك أوضح دليـل على أن الصـدّيق رضي الله عنه ، أعظم أتباعه صلى الله عليه وسلم ، وأنه الذي سيحفظ الدين من بعده ،
وهذا ما وقع حقا وصدقا ، وقد أجمعت الصحابة على فضل الصدّيق على من سواه ، وأحقيّته بالخلافــة
واختاره الله تعالى لخلافة نبيه صلى الله عليه وسلم ، كما أختاره لصحبته في الغار ،
ونوّه بذكره مع خيرته من خلقه صلى الله عليه وسلم ، نوّه بذكره في القرآن دون بقية الخلـق أجمعــين ،
ورفع شأنه بوحي يتلى إلى يوم القيامة ، ورفع الله قدره ومقامه ،إلى أسنى مقام بعد النبيين في العالمين .
فقد أعلى الله منزلته وإن كرهت الرافضة الحاقدة على ديـن المسلمين ،
وحقدههم سيرتد عليهم وسيبوؤون بالخسران المبين ، كعادتهم في كل زمان وحين ،
جعل الله عاقبة أمرهم الخزي والهوان ، وجعل العز والنصر والتمكين ، لأهل السنة أنصار الدين
والله أعلى وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الصفات المميزة لأهل السنة والجماعة
حديث الافــتـراق من الأحاديث المشهورة، أخرجه كثير من أصحاب الحديث في كتبهم ،
وهو كما قال عنه الحاكم: هذا حديث كثر في الأصول ومن أجمع ألـفـاظــه ،
ما رواه عوف بن مالك الأشجعي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
«افـتـرقـــت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، واحدة في الجنة وسبعين في النار،
وافترقت الـنـصارى على اثنتين وسبعين فرقة، فإحدى وسبعين في النار، و واحدة في الجنة،
والذي نفسي بـيـده لـتـفـتـرقـن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، فواحدة في الجنة، واثنتان وسبعون في النار.
قيل : يا رسول الله من هم؟ قال : الجماعة».
وأولى من يؤخذ منه تفسير كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هم صحابته الكرام -رضي الله عنهم أجمعين-.
وتفسير الجماعة المرادة في هذا الحديث فسره العالم الرباني والصحابي الجليل عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه-.
فعن عمرو بن ميمون قال :
قدم علينا معاذ بن جبل على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوقع حبه في قلبي ،
فلزمته حتى واريته في التراب بالشام.
ثم لزمت أفقه الناس بعده عبد الله بن مسعود، فذكر يوماً عنده تأخير الصلاة عن وقتها
فقال : صلوها في بيوتكم ، واجعلوا صلاتكم معهم سبحة.
قال عمرو بن ميمون : فقيل لعبد الله بن مسعود: وكيف لنا بالجماعة؟
فقال لي : يا عمرو بن ميمون إن جمهور الجماعة هي التي تفارق الجماعة، إنما الجماعة ما وافق طاعة الله وإن كنت وحدك.
وعن الحسن البصري قال : الــسـنـة، والذي لا إله إلا هو، بين الغالي والجافي ،
فاصبروا عليها رحمكم الله ؛ فإن أهل الــســنــة كانوا أقل الناس فيما مضى، وهم أقل الناس فيما بقي؛
الذين لم يذهبوا مع أهل الإتراف في إترافهم، ولا مع أهل البدع في بدعهم، وصبروا على سنتهم حتى لقوا ربهم ، فكذلك إن شاء الله فكونوا.
وعلى ضــوء مــا سبق ذكره ، فإن تعريف أهل السنة والجماعة يمكن أن يقال بأنهم :
من وافق سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - قولاً وعملاً على منهاج الصحابة - رضوان الله عليهم أجمعين-.
ومن خلال النظر في منهج أهل السنة، وفي حال أهل البدع
نجد أن لأهل السنة خصائص ومميزات تميزهم عن غيرهم ،
وهذه الخصائص والمميزات نتيجة للمنهج العقدي الذي يتميزون به عن غيرهم.
ولذلك فإننا نذكر هنا أهم مميزات وخصائص عقيدة أهل السنة والجماعة:
أولاً: الاهتمام بكتاب الله – عز وجل – حفظا وتفسيرا وتلاوة، والاهتمام بالحديث معرفة وفهماً وتمييزاً لصحيحه من سقيمه، لأنهما مصدر التلقي.
ثانياً: العمل إنما يكون بالعلم، فالعلم، فالعلم ليس غاية، وإنما هو وسيلة للعمل به.
قال تعالى: { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر: 28]
قال ابن مسعود رضي الله عنه: إنما العلم الخشية، فمن أوتي شيئاً من العلم ولم يؤت مثله من الخشوع فهو مخدوع.
ثالثاً: الدخول في الدين كله، والإيمان بالكتاب بكله، فيؤمنون بنصوص الوعد ونصوص الوعيد، وبنصوص الإثبات ونصوص التنزيه، ويجمعون بين الإيمان بقدر الله، وإثبات إرادة العبد ومشيئته وفعله، كما يجمعون بين العلم والعبادة، وبين القوة والرحمة، وبين الأخذ بالأسباب، وبين صدق التوكل على الله.
رابعاً: الاتباع، وترك الابتداع، ونبذ الفرقة والاختلاف في الدين.
خامساً: الاقتداء والاهتداء بأئمة الهدى العدول المقتدى بهم في العلم والعمل والدعوة، وهم الصحابة ومن سار على نهجهم، ومجانبة من خالف سبيلهم.
سادساً: الحرص على جمع كلمة المسلمين على الحق، وتوحيد صفوفهم على التوحيد والاتباع، وإبعاد كل أسباب النزاع والخلاف بينهم.
ومن هنا؛ لا يمَيَّزون على الأمة في أصول الدين والاعتقاد باسم سوى: ((السنة والجماعة))، ولا يوالون ولا يعادون على رابطة سوى الإسلام والسنة.
سابعاً: التوسط
فهم في الاعتقاد وسط بين فرق الغلو وفرق التفريط، وهم في الأعمال والسلوك وسط بين المفرِّطين، والمفْرطين.
ثامناً: الدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بغير منكر، والجهاد بمفهومه الواسع الشامل وضوابطه الشرعية، وإحياء السنة بنشر العلم، وإيجاد القدوة والدعوة إلى ذلك، والعمل لتجديد الدين، وإقامة شرع الله وحُكمه في كل صغيرة وكبيرة.
تاسعاً: الإنصاف والعدل:
فهم يراعون حق الله تعالى لا حق النفس أو الطائفة، ولهذا لا يغالون في مُوَال، ولا يَجورون على مُعاد، ولا يَغمِطون ذا فضل فضله أيَّا كان.
عاشراً: التوافق في الأفهام والتشابه في المواقف رغم تباعد الأقطار والأعصار، وهذا من ثمرات وِحدة المصدر والتلقي.
حادي عشر: الإحسان، والرحمة، وحسن الخلق مع الخلق كافة.
ثاني عشر: النصيحة لله، ولكتابه، ولرسوله صلى الله عليه وسلم، ولأئمة المسلمين وعامتهم.
ثالث عشر: الاهتمام بأمور المسلمين، ونصرتهم، وموالاتهم، وأداء حقوقهم، وكفُّ الأذى عنهم، مع دوام الدعاء لهم.
المصدر:http://www.alsalafway.com/cms/topic....n=topic&id=656